«حلوى أهُشُ بِها على ألمي».. قصيدة للشاعر عبدالخالق شويل

عبدالخالق شويل
عبدالخالق شويل

 مَــدًّا أفاءَ مِن الوريفِ جِناسي

مِلءَ الرُؤى دمعًا يَفِتُ رواسي

مِلءَ احتِدامِ  الشوقِ ليلاً  كُلما

شَبَّ احتراقـًا بالشِغافِ يباسي

مِلءَ  الأماني نحو هاتيكَ التي

 خَلبتَ مِن اللألاءِ  لـُبُّ الماسِ

ملءَ المدى شِعرًا  إزاءَ  تأمُلٍ

في  وجهِ  بدرٍ سامَرَ  الجُلاسِ

مِلءَ انبلاجِ زَفَّ  حباتِ الندى

فجرًا  فأيقظَ   غفـوةَ  الليلاسِ

مِلءَ الصَبا هَزت تباريحَ اللوى

شَقت سديمًا حالَ  دون  مِراسِ

مِلءَ الوفا  بالعهدِ  إثرَ  تَوَرُعٍ

دون انتقاصٍ بالكرامــةِ قاسي

مِلءَ العناقيدِ  التي راقت لَهــا

خمرًا  أذابَ   أوارُها   أنفاسي

مِلءَ  المحاذيـرِ التي غافلتُهـــا

سـَفَهــًا بهِ  يَممتُ شطرَ نواسي

مِلءَ احتشامٍ لا يُضامُ  أطــلَّ مِن

خُدرٍ  بدا مــَرآهُ  لمعَ رِمـَــاسِ

مِلءَ التماسِ  العُذرِ بينَ  أحِبةٍ

خوفَ انطفاءِ الروحِ  بالإغلاسِ

مِلءَ الحنايا حينَ تبسُمُ  رِقـــةً

فَيُثارُ  شــرهانٌ بِهــا إحساسي

مِلءَ التي هزت جذوعَ مــواجِدٍ 

فاساقطَ  الإيــلامُ  دونَ  غِـراس

مِلءَ اعتيادِ المُـــرِّ مُنذُ  نــعومةٍ

صفعًا على خديهِ طِفلَ  مــآسي

مِلءِ احتِضانِ البدرِ ليلةَ عُرسهِ

مــَدًّا وشى بالبحرِ بينَ  مَراسي

مِلء انتشاءٍ  في  قرارةِ  أنفُسٍ

عَلِقت إزاءَ تجاذُبِ  الأمـــراسِ

مِلءَ التواءِ الحظِ  مُنذُ  صَحِبتهُ

طِفــــلاً  سلا  بلواهُ  صَلدُ هِلاسِ

مِلء اشتهاءٍ شَفَّ  ينبوعٍ  اللمى

عِندَ  ارتِطامِ  الشِعرِ  بالقِرطــاسِ

ملءَ احتفاءِ الدوحِ حينَ اسرسبت

كًفُّ  الرِهامِ  أوى  إليهِ  طِـراسي

مِلءَ انزوءِ الظَبيُّ خوفــًا   كــُلما

ذابَ  اتقــاءُ  الموتِ  بينَ  كِناس

مِلءَ السما والأرضِ أعشقها وما

مــَلَّ  المشيبُ  تواريــًا  بالكــاسِ

مِلءَ  احتواءٍ  بيـنَ  أرواحٍ  غفت

دونَ   التلاقي   بُغيةً   استئناسِ

مِلءَ  انحناءِ الأُمِ  نحوَ  صغيرةٍ

لــَهفًا  بِما  تُبديهِ  مِن إحســاس

مِلءَ  انبجاسِ شقَّ  أُخدودًا على

مــاقٍ  تحدّرَ  حينَ  مـلَّ  تناسي

مِلءَ  التخاطُرِ صبوةً  في غفوةٍ

والروحُ  تحمِلُ  عاريًا  لا كاسي

مِلءَ  الشعورِ بِمن  تُحبُ  فرُبما

عزَّ  التقاءُ   التِبرِ   بالألمــــاسِ

مِلءَ  السنا  ما لاحَ  ليلاً  كــُلما

غَسلت  سُراةُ  اللهِ  وجهَ  كِلاسِ

ملءَ السنابِلِ آنَ  آنُ  حــَصادُها

رِزقــًا  قد  استوفاهُ  ربُّ الناسِ

مِلءَ  الترانيمِ  التي  أفضى بِها

قِسٌ  بدا  فرِحــًا  بيومِ   غِطاسِ

مِلءَ  الرفاهيةِ   التي   آنستُهــا

وجعــًا تشي  أخماسهُ  أسداسي

مِلءَ   التناهيدِ  التي   أطلقتــُها

مِن  حَرِّ  ما  لاقيتُ   بالمحماسِ

مِلءَ الأساريرِ  انفراجــًا   كــُلما

زَمَّ  الرضيعُ   منابعَ    المولاسِ

ملءَ السُلافِ تقُصُ عن نُدمائها

رقصَ  الحُبابِ  تيمُنــًّا   بالحاسِ

ملءَ اخضرارِ الروضِ في إيلافهِ

ثــَوبــًا  كساهُ مِن الرفاهةِ  كاسي

مِلءَ  المجازِ غداةَ  شدوٍّ كــُــلما

هَمَّت   بهِ  أوركِسترا  أحساسي

مِلءَ العنـَا  إبــَّان إسرافٍ جثــا

ما  جَزَتِ  الآلامُ   فــروةَ  راسي

آليتُ كِتمانَ الهوى إذ  بالهـــوى

قد  زفَّ  ما  أخفيتُ  بالأجــراسِ

إنَّ  الذي   أهواهُ   جَنَبَهُ  الورى

حِقــبــًا  إذ  انبتَ الرِشاءُ  بِناسي

أبديتُهُ  رغبــًا  غداةَ   بهِ   رنـــا

ظبيٌّ   تلقــَّفني   عزاهُ   غِراسي

روحانٍ  ما التأما   وما أوَيَّا  إلى

بعضيهما   إلا    هَزيعَ    أماسي

لولا   حَصادُ  العُمرِ  إيلامًا   لما

فاءَ   العليلُ    بِما  أفاءَ   الآسي

عِند  السكونِ  أراهُ  يلهثُ  صبوةً

نحوي   ليُشعِلَ  جُذوةَ  استئناسي

فأخلِطُ   ما   جناهُ   بِما   تــَدَلــَّى

وبنتُ  الكرمِ  تحفــُـلُ  بالغِـــراسِ

ألا   لبيكِ   هــاءَ   الشِعرُ  حــتى

تـُقبِّلُ   وجنةَ   الصُبحِ   الأمـاسي

أحِنُ  إلى   نصيفٍ  دونَ   وصلٍ

هَرِمتُ  وفي  يدي صَكُ  التماسِ

بكى   توقًا   إليكِ   ملاكُ    شعرٍ

حريصًا  أن  يراكِ , مع احتراسِ

عذابــًا   أينعــت   بُشراهُ   رؤيــا

إزاءَ   المــُشتهى  أثرت   جِناسي

متى  تنفسَ   حُبًا    قلبُ   غانيةٍ

أذيبَ  الصَلـدُ  مِنها  رشفُ  كاسِ 

قدرًا  يــُساقُ   إليَّ  دون   تـَخيُّرٍ

مَن  ذا  تَخيّـــرَ   شِقَّهُ   بالنــاسِ؟

أهواكِ   ألفــًا   قُلتُ  خلفَ  تنهُدٍ

ما لاحَ  جَرْسٌ  داعبتهُ   حواسي

ثَرًّا  يسيلُ   هواكِ   زيتًا    بينما

واريــتُ   قِنديلي    عِن  الجـُلاسِ

لا تسئلنَّ  إيَّاكَ ,  شمسًا ما اسمها

مادام  روحُ  الدفءِ أسهب  لاسي

ليلاً  علِقتُ  مُلاحيًا   فيه  الأسى

أولم  يكُن بالســُهدِ  أترعُ  كاسي..؟

مالت  على  كفِ  الهزيعِ  حمامةٌ

حِوَلاً   تلبَّسَ  مرقدي   وسواسي

ياكم   دعوتُكِ   عالِقًا  في  وحدةٍ

ردحًا   أُسَربَلُ  في حميمِ رسَاسِ

فما  سَجَعُ   الحمامِ  على  رطيبٍ

سِوى  صدحٍ  على  وقعُ التناسي

وما  تركَ   الجمالُ    فتاكِ    إلا

صَريعــًا   بينَ   مَيَّاسِ  ومــاسِ

وما  قد   ألفيا    إلاكِ   روحــًا

تــُحلِقُ  في   فضاءاتِ   اقتباسِ

أُحِبكِ   ليسَ  لي   ذنبًا    ولولا

جفاءُ   الدهرِ  ما  خِلتُ  انتكاسِ

أريقَ  دمي  على  يدِكِ  ارتجالاً

وما  ضَجَّ  الوتينُ  مِن  انبجاسِ

أدوسُ  على ركيكٍ رضُّ عظــمٍ

وأحمِلهُ  عقيقًا    فوق  راسي

أسوقُ  المُهجةَ  الحَرَّى  سياقًا

متى غمَّ  اللِقا  عــَتمُ  الطواسي

نِداءاتي   تــَنمُ  عن   اضطرابٍ

لهُ  حــُمَّ  الجليدُ   مِن  ارتساسِ

خـَلا  فيمن  خلا   عِشقًا   ولكِن

بِلا  روحٍ  يـُقيمُ   عَزاهُ   ناسي

وعشقي   يورِقُ  اللأوى  معانٍ

تُدَكُ  مِن الحنينِ  لهُ  الــرواسي

على  قدرِ  الوفاءِ  لها   وقدري

أخــُطُ   مِن  المدامعِ  غيرُ  آس

أيا  مَن  لم  تدع  للسِّحرِ سِحرًا

حلالُ  السِحرِ  يكمنُ   بالجِناسِ

حنانيكِ   اقرأي  فحواهُ   وَسنى

بِها  طابَ  المُنى  دون  التباسِ

ألا    إلَّم    أبُــح   صَبـــًا   إليكِ

لِمن   أُفضي  دُمِّيعاتِ  افتراسي.؟

الروحُ تذرِفني  ولوعًا  مِن  لها

إلاكِ  ينفثُ  رُقيـــَةً  ويـــُوَاسي.؟